(التربية الإسلامية (الحديث النبوي

دعامة من الحديث النبوي الشريف  المؤمن القوي

 النصوص:
نص الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان).رواه مسلم

 الشروح:
المؤمن القوي:القوي إيمانا، بدنا، عزيمة، ونفسا.القوي:المتمكن من فعل ما به كلفة ومشقة.احرص على ما ينفعك: تمسك وتشبث بكل ما ينفعك. استعن بالله: اطلب الإعانة من الله على ذلك.لا تعجز:لا تفرط ولا تقصر في العمل بل اعتمد على الله مع اتخاذ الأسباب

التعرف على الأعلام:
من هو أبو هريرة راوي الحديث؟
اسمه عبد الرحمان بن صخر الدوسي ، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة يوم شاهده يحمل هرة صغيرة، يعد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم. كان حريصا على ملازمته للرسول صلى الله عليه وسلم وبذلك صار من المكثرين لرواية الحديث، دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بثبات الحفظ، فكان لا يسمع حديثا إلا ترسخ في ذاكرته. دخل الإسلام في السنة السابعة للهجرة عام خيبر، وتوفي سنة 57 بالمدينة ودفن بالبقيع.
من هوالإمام مسلم؟
هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولد سنة 206 ه بنيسابور، رحل من أجل طلب العلم وهو صغير إلى عدة بلدان- الحجاز، الشام، مصر-.درس على يد شيخه البخاري ، له عدة مؤلفات: صحيح مسلم- العلل- أوهام المحدثين- طبقات التابعين، ويصنف كتابه – صحيح مسلم- في الدرجة الثانية بعد صحيح البخاري، ويشتمل على أربعة آلاف حديث،توفي بنيسابور سنة261 ه

دعامات من الحديث النبوي الشريف  فضل الإنفاق على المحتاجين

 نص الحديث:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" بينما رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : إسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حرة (أرض ذات حجارة سوداء) فإذا شرجة ( ساقية) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء ، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ( مجرفته) . فقال له: يا عبد الله، ما اسمك ؟ قال فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي ؟
فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك. فما تصنع فيها ؟ . أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج فيها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه.
رواه مسلم في كتاب الزهد – باب الصدقة في المساكين

الشروح:
الفلاة: الأرض الواسعة المقفرة.
الحديقة:القطعة من النخيل، وتطلق على الأرض ذات الشجر.
المسحاة:آلة لحفر وجر التراب.
الحرة:الأرض الملبسة حجارة سوداء.
والشرجة بفتح الشين وإسكان الراء: هي مسيل الماء من الهضاب ونحوه

 من فوائد القصة:
-تسخيـر الله الملائكة والمطر لعباده المتصدقين الذين يؤدون حقوق الفقراء من أموالهم.
-الاعتماد على النفس ، والعمل المثمر،و التصدق على الفقراء يؤدي إلى زيادة الرزق ، قال الله تعالى : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده -تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
 المؤمن العاقل يحفظ حق الفقراء، وحق عياله، وحق حديقته
 الإنفاق على العيال، والصدقة في سبيل الله، والإكثار من أعمال البر تؤدي إلى مرضاة الله عز وجل

المعنى الإجمالي للحديث:
يتناول هذا الحديث قصة رجل صالح سخر له الله سحابة أنزلت المطر قرب حديقته فعمل على تحويل الماء إلى الحديقة.
فمكافأة الله لصاحب الحديقة بإسباغ نعمة المطر- الذي نزل من السحابة – عليه كان لعدة أسباب:
أنه إنسان يتقي الله ويخشاه بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه، يكتسب رزقه من عمل يده، ويطبق أمر الله في النفقة على عياله، ويشكر الله الذي مكنه من نعم الحديقة بالصدقة على الفقراء و على ذوي الحاجات الخاصة، هذا بالإضافة لحسن تدبيره لغلة الحديقة

دعامة من الحديث النبوي الشريف  الوصايا الخمس

  نص الحديث:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة قلت أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي فعد خمسا وقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب". الترمذي- أبواب الزهد.باب من اتقى المحارم فهو أعبد الناس).)

الشروح:
من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن: معنى الكلمات: الوصايا، فالرسول صلى الله عليه وسلم يسأل من يأخذ من القوم وصاياه ويطبقها في دنياه.
المحارم: كل ما حرم الله.
وارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس: اقنع بنصيبك من الدنيا والمقصود بالغنى هنا غنى النفس وعدم الإلحاح في الطلب.
أحسن إلى جارك تكن مؤمنا: أي عليك أن تعامل جارك معاملة حسنة.
وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما: أي أحب الخير للناس كما تحبه لنفسك. .
ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب: أي أن لا يجعل الضحك خلقك في كل أوقاتك فتنشغل عن واجباتك الدينية والدنيوية،لأن هذا الخلق يذهب إحساس قلبك ونورك.

التعرف على الأعلام:
من هو الترمذي؟
هو الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي المولود سنة 209هـ والمتوفى سنة 279هـ كان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ والمعرفة ، وبالديانة والورع ، حتى إنه لغلبة الخشية عليه كف بصره آخر عمره ، من كثرة بكائه من خشية الله تعالى.
قال الحافظ أبو سعيد الإدريسي عن الترمذي:
أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث ، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب به المثل في الحفظ

مفهوم الوصية:
مجموعة من النصائح والأحكام تقدم من طرف حكيم ذو خبرة وتجارب.
المستفاد من الحديث:
وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس وصايا شملت العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق لما لها من نفع بالغ الأهمية بالنسبة للإنسان في دنياه وآخرته ، فهي توثق الصلة بينه وبين عامة الناس، وتجعله يحتل منزلة عالية في الدنيا والآخرة، وذلك ب:
 الابتعاد عن كل ما حرمه الشرع ونهى عنه
 وبالرضا بكل ما قسمه الله له من الأرزاق
وبالإحسان إلى جاره، حيث حُرِم المسيء إليه من الدخول إلى الجنة، ولكثرة ما وصى به جبريل الرسول 

صلى الله عليه وسلم ظن أن الله سيورثه.
محبة المنفعة للناس كما يحبها لنفسه.
عدم الإكثار من الضحك لأنه يجعله يغفل عن ذكر الله، وعن التفكر ويقظة الضمير، ويضعف في موضع الجد.
فالمسلم يجب أن يكون تقيا قويا متضامنا يحرص على نصح الآخر، تهمه منفعة أخيه المسلم ومصلحته كما تهمه منفعة ومصلحة نفسه

دعامات من الحديث النبوي الشريف  فضل القرآن على سائر الكلام

 : نص الحديث

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح فيها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.
البخاري– فضائل القرآن-/ باب فضل القرآن على سائر الكلام رقم: 5020)

الشروح:
المثل:هو الشبيه والمثيل والنظير، ويضرب المثل لتشخيص المعنى وتوضيحه.
الأُترُجَةُ:فاكهة كالليمون ذهبية اللون زكية الرائحة.
الفاجر:المغرق في المعاصي المُجَاهِرَ بها.
الحنظلة: ثَمْرَة نبات في حجم برتقالة فيها لُبُ شديد المرارة

التعريف براوي الحديث:
أبو موسى الأشعري (أنظر، ص: 24 من كتاب المقرر الرائد في التربية الإسلامية، السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي 

مضمون الحديث العام:
فضيلة حاملي القرآن، وأهمية العمل بما جاء به

 ما يستفاد من الحديث:
فضيلة حاملي القرآن - ضرب المثل للتقريب للفهم - المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه.

معاني الحديث:
المؤمن الذي يقرأ القرآن ضرب له مثل بالأُترجة طعمها طيب، وريحها طيب؛ وذلك لأن المؤمن طعمه طيب؛ لأن معه الإيمان، ورائحته طيبة؛ لأن معه القرآن، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب؛ لأن معه الإيمان، لكن لا ريح لها؛ لأنه ليس معه القرآن، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة طعمها مر لكونه لم ينتفع ببركة القرآن ولم يفز بحلاوة أجره فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق ولا اتصل بالقلب؛ لأنه ليس معه الإيمان، ولها رائحة؛ لأن معه القرآن، ومثل الفاجر أو المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة، طعمها مر، ولا ريح لها؛ لأنه ليس معه إيمان ولا قرآن، وهذا يدل على أن الناس يتفاوتون في التلاوة.

ملخص:المؤمن الذي يقرأ القرآن، ويسعى للعمل بما جاء فيه، يكون قلبه عامر بكتاب الله، يتدبر آياته ويتفكر في دلائل قدرته وعظمته، و بذلك تصفو نفسه، و تجمل أخلاقه، ويصبح فضله عند الله عظيما، ويفوز برضا الخالق في الدنيا والآخرة.
حثنا الإسلام على حفظ شيء من القرآن ولو كان يسيرا والاجتهاد في الزيادة عليه، و شبه النبي صلى الله عليه وسلم قلب الذي لا يحفظ شيئا من القرآن بالبيت الخرب الخالي من العمران المهدم الأركان.. رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول " ألم " حرف و لكن ألف حرف ولام حرف و ميم حرف" أخرجه الترمذي. كما خص الخالق تعالى حفاظ القرآن بدرجة عالية، فاعتبرهم أصفياء الله و أولياؤه و أنصارهقال صلى الله عليه و سلم" إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي.وقال